فصل: التفسير المأثور:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.قال ابن عاشور:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}
عطف على جملة: {وما أكثر الناس} [سورة يوسف: 103] إلخ.
هاتان الآيتان متّصل معناهما بما تضمنه قوله تعالى: {ذلك من أنباء الغيب نوحيه إليك} [سورة يوسف: 102] إلى قوله: {إن هو إلاّ ذكر للعالمين} [سورة يوسف: 104] وقوله: {قل هذه سبيلي} الآية [سورة يوسف: 108]، فإن تلك الآي تضمنت الحجة على صدق الرسول عليه الصلاة والسلام فيما جاءهم به، وتضمنت أن الذين أشركوا غير مصدقينه عنادًا وإعراضًا عن آيات الصدق.
فالمعنى أن إرسال الرسل عليهم السلام سنّة إلهية قديمة فلماذا يَجعل المشركون نبوءتك أمرًا مستحيلًا فلا يصدّقون بها مع ما قارنها من آيات الصدق فيقولون: {أبعث الله بشرًا رسولًا}.
وهل كان الرسل عليهم السلام السابقون إلا رجالًا من أهل القرى أوحى الله إليهم فبماذا امتازوا عليك، فسلم المشركون ببعثتهم وتحدّثوا بقصصهم وأنكروا نبوءتك.
وراء هذا معنى آخر من التذكير باستواء أحوال الرسل عليهم السلام وما لقوه من أقوامهم فهو وعيد باستواء العاقبة للفريقين.
و{من قبلك} يتعلق بـ: {أرسلنا} ف: {من} لابتداء الأزمنة فصار ما صدق القبل الأزمنة السابقة، أي من أول أزمنة الإرسال.
ولولا وجود: {من} لكان: {قبلك} في معنى الصفة للمرسَلين المدلول عليهم بفعل الإرسال.
والرجال: اسم جنس جامد لا مفهوم له.
وأطلق هنا مرادًا به أناسًا كقوله صلى الله عليه وسلم: «ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه» أي إنسان أو شخص، فليس المراد الاحتراز عن المرأة.
واختير هنا دون غيره لِمطابقته الواقع فإن الله لم يرسل رسلًا من النساء لحكمة قبول قيادتهم في نفوس الأقوام إذ المرأة مستضعفة عند الرجال دون العكس؛ ألا ترى إلى قول قيس بن عاصم حين تنبأت سَجَاحِ:
أضحت نبيئتُنا أنثى نُطِيف بها ** وأصبحت أنبياءُ الناس ذكرانا

وليس تخصيص الرجال وأنهم من أهل القرى لقصد الاحتراز عن النساء ومن أهل البادية ولكنه لبيان المماثلة بين مَن سلّموا برسالتهم وبين محمد صلى الله عليه وسلم حين قالوا: {فليأتنا بآية كما أرسل الأولون} [الأنبياء: 5] و: {قالوا لولا أوتي مثلَ ما أوتي موسى} [القصص: 48]، أي فما كان محمد صلى الله عليه وسلم بِدعًا من الرسل حتى تبادروا بإنكار رسالته وتُعرضوا عن النظر في آياته.
فالقصر إضافي، أي لم يكن الرسل عليهم السلام قبلك ملائكةً أو ملوكًا من ملوك المدن الكبيرة فلا دلالة في الآية على نفي إرسال رسول من أهل البادية مثل خالد بن سنان العبسي، ويعقوب عليه السلام حين كان ساكنًا في البَدْو كما تقدم.
وقرأ الجمهور،: {يُوحَى} بتحتية وبفتح الحاء مبنيًا للنائب، وقرأه حفص بنون على أنه مبني للفاعل والنون نون العظمة.
وتفريع قوله: {أفلم يسيروا في الأرض} على ما دلت عليه جملة: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا} من الأسوة، أي فكذّبهم أقوامهم من قبل قومك مثل ما كذّبك قومك وكانت عاقبتهم العقاب.
أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الأقوام السابقين، أي فينظروا آثار آخر أحوالهم من الهلاك والعذاب فيعلم قومك أن عاقبتهم على قياس عاقبة الذين كذّبوا الرسل قبلهم، فضمير: {يسيروا} عائد على معلوم من المقام الدال عليه: {وما أنا من المشركين} [سورة يوسف: 108].
والاستفهام إنكاري.
فإن مجموع المتحدّث عنهم ساروا في الأرض فرأوا عاقبة المكذبين مثل عاد وثمود.
وهذا التفريع اعتراض بالوعيد والتهديد.
و{كيف} استفهام معلّق لفعل النظر عن مفعوله.
وجملة: {ولدار الآخرة} خبر.
معطوفة على الاعتراض فلها حكمه، وهو اعتراض بالتبشير وحسن العاقبة للرسل عليهم السلام ومن آمن بهم وهم الذين اتقوا.
وهو تعريض بسلامة عاقبة المتقين في الدنيا.
وتعريض أيضًا بأن دار الآخرة أشد أيضًا على الذين من قبلهم من العاقبة التي كانت في الدنيا فحصل إيجاز بحذف جملتين.
وإضافة: {دار} إلى: {آخرة} من إضافة الموصوف إلى الصفة مثل «يا نساء المسلمات» في الحديث.
وقرأ نافع، وابن كثير، وأبو عمرو، وحفص عن عاصم، وأبو جعفر، ويعقوب: {أفلا تعقلون} بتاء الخطاب على الالتفات، لأن المعاندين لما جرى ذكرهم وتكرر صاروا كالحاضرين فالتفت إليهم بالخطاب.
وقرأه الباقون بياء الغيبة على نسق ما قبله. اهـ.

.قال الشعراوي:

{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}
وينتقل الحق سبحانه هنا إلى الرسل الذين سبقوا محمدًا صلى الله عليه وسلم؛ فالحق سبحانه يقول: {وَمَا مَنَعَ الناس أَن يؤمنوا إِذْ جَاءَهُمُ الهدى إِلاَّ أَن قالوا أَبَعَثَ الله بَشَرًا رَّسُولًا} [الإسراء: 94]
أي: أنهم كانوا يطلبون رسولًا من غير البشر، وتلك مسألة لم تحدث من قبل، ولو كانت قد حدثتْ من قَبْل؛ لقالوا: ولماذا فعلها الله مع غيرنا؟. ولذلك أراد سبحانه أن يَرُدُّ لهم عقولهم؛ فقال تعالى: {قُل لَوْ كَانَ فِي الأرض ملائكة يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِم مِّنَ السماء مَلَكًا رَّسُولًا} [الإسراء: 95]
والملائكة بطبيعتها لا تستطيع أن تحيا على الأرض، كما أنها لا تصلح لأنْ تكون قُدْوة أو أُسْوة سلوكية للبشر.
فالحق سبحانه يقول عن الملائكة: {... لاَّ يَعْصُونَ الله مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ} [التحريم: 6]
والملاك لا يصلح أن يكون أُسْوة للإنسان؛ لأن المَلَك مخلوق غيبيّ غير مُحَسٍّ من البشر؛ ولو أراده الله رسولًا لَجسَّده بشرًا؛ ولو جعله بشرًا لبقيتْ الشبهةُ قائمةً كما هي.
أو: أن الآية جاءت لِتسُدَّ على الناس ذرائع انفتحت بعد ذلك على الناس في حروب الرِّدة حين ادَّعَتْ سجاح أنها نبية مُرْسَلة.
لذلك جاء الحق سبحانه من البداية بالقول: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالًا نوحي إِلَيْهِمْ مِّنْ أَهْلِ القرى...} [يوسف: 109]
ليوضح لنا أن المرأة لا تكون رسولًا منه سبحانه؛ لأن مهمة الرسول أن يلتحم بالعالم التحامَ بلاغٍ، والمرأة مطلوب منها أن تكون سكنًا.
كما أن الرسول يُفترض فيه ألاّ يسقط عنه تكليف تعبديّ في أي وقت من الأوقات؛ والمرأة يسقط عنها التكليف التعبدي أثناء الطمث، ومهمة الرسول تقتضي أن يكون مُسْتوفي الأداء التكليفي في أيِّ وقتٍ.
ثم كيف يطلبون ذلك ولَمْ تَأْتِ في مهام الرسل من قبل ذلك إلا رجالًا، ولم يسأل الحق أيًّا منهم، ولم يستأذن من أيِّ واحد من الرسل السابقين ليتولى مهمته؛ بل تلقَّى التكليف من الله دون اختيار منه، ويتلقى ما يؤمر أن يبلغه للناس، ويكون الأمر بواسطة الوحي.
والوحي كما نعلم إعلام بخفاء، ولا ينصرف على إطلاقه إلا للبلاغ عن الله. ولم يوجد رسول مُفوَّض ليبلغ ما يحب أو يُشرِّع؛ لكن كل رسول مُكلَّف بأن ينقل ما يُبَلغ به، إلا محمد صلى الله عليه وسلم، فقد فوَّضه الحق سبحانه في أن يُشرِّع، ونزل في القرآن: {مَا آتَاكُمُ الرسول فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فانتهوا...} [الحشر: 7]
ويقول الحق سبحانه عن هؤلاء الرسل السابقين أنهم: {مِّنْ أَهْلِ القرى...} [يوسف: 109]
والقرية كانت تأخذ نفس مكانة المدينة في عالمنا المعاصر. وأنت حين تزور أهل المدينة تجد عندهم الخير عكس أهل البادية، فالبدويّ من هؤلاء قد لا يجد ما يُقدِّمه لك، فقد يكون ضرع الماشية قد جَفَّ؛ أو لا يجد ما يذبحه لك من الأغنام.
والفارق بين أهل القرية وأهل البادية أن أهل القرية لهم توطُّن؛ ويملكون قدرة التعايش مع الغير، وترتبط مصالحهم ببعضهم البعض، وترِقُّ حاشية كل منهم للآخر، وتتسع مداركهم بمعارف متعددة، وليس فيهم غِلْظة أهل البادية.
فالبدويُّ من هؤلاء لا يملك إلا الرَّحْل على ظهر جَمله؛ ويطلب مساقط المياه، وأماكن الكلأ لما يرعاه من أغنام.
وهكذا تكون في أهل القرى رِقَّة وعِلْم وأدبُ تناولٍ وتعاملٍ؛ ولذلك لم يَأْتِ رسول من البدو كي لا تكون معلوماته قاصرة، ويكون جافًا، به غِلْظة قوْلٍ وسلوك.
والرسول يُفترض فيه أن يستقبل كل مَنْ يلتقي به بالرِّفق واللِّين وحُسْن المعاشرة؛ لذلك يكون من أهل القرى غالبًا؛ لأنهم ليسوا قُسَاة؛ وليسوا على جهل بأمور التعايش الاجتماعي.
ويتابع الحق سبحانه: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ...} [يوسف: 109]
أي: أنهم إنْ كانوا غير مؤمنين بآخرة يعودون إليها؛ ولا يعلمون متى يعودون؛ فليأخذوا الدنيا مِقْياسًا؛ وَلْينظروا في رُقْعة الأرض؛ وينظروا ماذا حدث للمُكذِّبين بالرسل، إنهم سيجدون أن الهلاك والعذاب قد حاقا بكل مُكذِّب.
ولو أنهم ساروا في الأرض ونظروا نظرة اعتبار، لرأوا قُرَى مَنْ نحتوا بيوتهم في الجبال وقد عصف بها الحق سبحانه، ولَرأوْا أن الحق قد صَبَّ سَوْط العذاب على قوم عاد وآل فرعون، فإن لم تَخَفْ من الآخرة؛ فعليك بالخوف من عذاب الدنيا.
وقول الحق سبحانه: {أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ...} [يوسف: 109]
وهذا القول هو من لَفتاتِ الكونيات في القرآن، فقديمًا كنا لا نعرف أن هناك غلافًا جويًا يحيط بالأرض، ولم نَكُنْ نعرف أن هذا الغلاف الجوي به الأكسوجين الذي نحتاجه للتنفس.
ولم نَكُنْ نعرف أن هذا الغلاف الجوي من ضمن تمام الأرض، وأنك حين تسير على اليابسة، فالغلاف الجوي يكون فوقك؛ وبذلك فأنت تسير في الأرض؛ لأن ما فوقك من غلاف جوي هو من مُلْحقات الأرض.
والسَيْر في الأرض هو للسياحة فيها، والسياحة في الأرض نوعان: سياحة اعتبار، وسياحة استثمار.
ويُعبِّر الحق سبحانه عن سياحة الاعتبار بقوله: {أَوَلَمْ يَسيرُواْ فِي الأرض فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ...} [الروم: 9]
ويعبر سبحانه عن سياحة الاستثمار بقوله: {قُلْ سِيرُواْ فِي الأرض فانظروا كَيْفَ بَدَأَ الخلق ثُمَّ الله يُنشِئ النشأة الآخرة...} [العنكبوت: 20]
إذن: فالسياحة الاعتبار هي التي تَلْفتك لقدرة الله سبحانه، وسياحة الاستثمار هي من عمارة الأرض، يقول الحق سبحانه: {وَمَن يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الأرض مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً...} [النساء: 100]
وأنت مُكَّلف بهذه المهمة، بل إن ضاق عليك مكان في الأرض فابحث عن مكان آخر، بحسب قول الحق سبحانه: {أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ الله وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا...} [النساء: 97]
ولك أن تستثمر كما تريد، شرطَ ألاَّ يُلهِيك الاستثمار عن الاعتبار.
ويتابع الحق سبحانه: {كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الذين مِن قَبْلِهِمْ...} [يوسف: 109]
ويا لَيْتَ الأمر قد اقتصر على النكال الذي حدث لهم في الدنيا؛ بل هناك نَكَالٌ أشدُّ وَطْأة في انتظارهم في الآخرة.
يقول الحق سبحانه: {... وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتقوا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]
وحديث الحق سبحانه عن مصير الذين كَذَّبوا؛ يَظهر لنا كمقابل لما ينتظر المؤمنين، ولم تذكر الآية مصير هؤلاء المُكذِّبين بالتعبير المباشر، ويُسمُّون ذلك في اللغة بالاحتباك.
مثل ذلك قول الحق: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأرض نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا...} [الرعد: 41] وكل يوم تنقص أرض الكفر، وتزيد رقعة الإيمان.
وهكذا يأتي العقاب من جانب الله، ونأخذ المقابل له في الدنيا؛ ومرة يأتي بالثواب المقيم للمؤمنين، ونأخذ المقابل في الآخرة.
ولقائل أن يقول: ولماذا لم يَقُلِ الحق سبحانه أنه سوف يأتي لهم بما هو أشد شرًا من عذاب الدنيا في اليوم الآخر؟
وأقول: إن السياق العقلي السطحي الذي ليس من الله؛ هو الذي يمكن أن يُذكِّرهم بأن عذاب الآخرة هو أشدُّ شرًا من عذاب الدنيا.
ولكن الحق سبحانه لا يقول ذلك؛ بل عَدل عن هذا إلى المقابل في المؤمنين؛ فقال: {... وَلَدَارُ الآخرة خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتقوا أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 109]
فإذا جاء في الدنيا بالعذاب للكافرين؛ ثم جاء في الآخرة بالثواب لِلمُتقين؛ أخذ من هذا المقابل أن غير المؤمنين سيكون لهم حسابٌ عسير، وقد حذف من هنا ما يدل عليه هناك؛ كي نعرف كيف يُحْبَك النظم القرآني. اهـ.

.التفسير المأثور:

قال السيوطي:
{وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى}
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس- رضي الله عنهما- في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا نوحي إليهم من أهل القرى} أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم.
وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ، عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا نوحي إليهم} قال: إنهم قالوا: {ما أنزل الله على بشر من شيء} [الأنعام: 91] وقوله: {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين وما تسألهم عليه من أجر} وقوله: {وكأين من آية في السموات والأرض يمرون عليها} وقوله: {أفأمنوا أن تأتيهم غاشية من عذاب الله} وقوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال: كل ذلك قال لقريش أفلم يسيروا في الأرض فينظروا في آثارهم فيعتبروا ويتفكروا.
وأخرج ابن جرير وابن أبي حاتم وأبو الشيخ، عن قتادة رضي الله عنه في قوله: {وما أرسلنا من قبلك إلا رجالًا نوحي إليهم من أهل القرى} قال: ما نعلم أن الله أرسل رسولًا قط إلا من أهل القرى، لأنهم كانوا أعلم وأحكم من أهل العمود.
وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله: {أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم} قال: فينظروا كيف عذب الله قوم نوح وقوم لوط وقوم صالح والأمم التي عذب. اهـ.